كنت دائما أفكر..أنظر إلى من حولي..أتعجب من طريقة تفكيرنا نحن البشر..هذا يريد أن يصبحمهندسا وذاك يبكى يريد أن يصبح طبيبا وتلك تحلم أن تشتري ألف كتاب وهذه تدعو ربها أن يرزقهازوجا صالحا..
فكيف يفكر الناس؟ كيف يصبح المجرم مجرما؟ والمشاكس مشاكسا؟ أعتقد أن من اعتاد على قراءةمقالاتي بدأ يشك أنني أحب المجرمين وأحترمهم! وخاصة بعد قراءة مقال الأشرار لا يموتون بسهولة!
لماذا لا يصبح كل الناس علماء ذرة أو حشاشين أو أوغاد يقودون السيارات بسرعات جنونيةويقهقهون كالرعاع؟ أو أثرياء؟ أو تجار؟ لماذا يكتفي ذلك بالبكلوريوس وذاك يقتات على حلمالدكتوراة..إلخ...
فكرت كثيرا...حتى بدأت أكتشف أن التفكير هو السبب في ذلك..معتقداتنا هي السبب في ذلك. كنت قدتحدثت قبل أسبوع في مقالة (غير أفكارك قبل أن تغيرك) عن المعتقدات وكيف تتكون بشكل مختصر.أما اليوم فسوف أسهب في هذا الموضوع بإذن الله بعدما وصلتني الكثير من الرسائل البريدية من قراءأعزاء بذلت مجهودا إغريقيا لكي أتمكن من الرد على ذلك الكم الهائل من رسائلهم (بالمناسبة..كيفيبدو المجهود الإغريقي!)
إن المخ عبارة عن صندوق جميل من الأفكار نحمله فوق رؤوسنا مثل البطحة التي يهددنا دوما بهاالآخرون. وهذا المخ منحنا إياه الله سبحانه وتعالى أمانة ويجب أن نحافظ عليها..فكيف نحافظ عليها؟هذا هو مقال اليوم! تخيلوا أن كل ما سبق كان مقدمة!
هل تجلسون القرفصاء مثلي حول الأريكة الوثيرة؟ لنبدأ الحكاية؟
إن المحافظة على صندوق الأفكار يحتاج إلى شراء مصفاة (فلتر) للأفكار، للأسف توقفت عن بيع تلك(الفلاتر) منذ زمن..ربما أعاود بيعها لاحقا! لذلك سوف نتعلم معا كيف نصنع مصفاة حقيقية بأيدينا.
نحن خلاصة ما نفكر به..قالها الحكيم بوذا! أي أن كل ما نفكر به يتحول إلى معتقدات تجعلنا إما لطفاءأو أوغاد أو رومانسيين أو بلهاء أو جادين أو صارمين أو منغلقين .. أو سم ما شئت منالصفات..ناهيك طبعا عن الصفات المتوارثة. وأضاف العمدة أرسطو إلى ذلك، أننا ليس إلا نتاج مانقوم به مرارا وتكرارا وأن التميز ليس فعلا، بل عادة. هذا يعني أن الفعل المتكرر يورث عادة والعادةتورث فكرا، والفكر يورث نهجا وهكذا نحن نصبح على نحن عليه نتيجة لتلك الأفعال والأفكار.
كيف يحدث ذلك؟
تخيل لو أنفقت عمرك كله تقرأ كل يوم عن أخبار الجرائم في العالم فكيف ستعيش؟ إذا عشت، سوفترى كل شيء جريمة، كل الناس مجرمون (لا للرعب يبدو أني أقدرهم فعلا!). سوف تصدق كلشيء حتى لو قالوا أن درا كولا الآن ينهض من تابوته الموجود في بيتك فسوف تهرول إلى البيت لكيتعيده مرة أخرى! لماذا؟ لأنك صدقت أنه يمكن أن يكون هناك..هذا نتاج أفكارك. ولن أصاب بالدهشةإذا علمت أنك بعد ذلك أصبحت ضابط شرطة أو محام أو ..مجرما!
قبل أكثر من عقد من الزمن، قال لي "مخلوق فضائي" مقدما لي نصيحة قبل سفري للدراسة، وهيكالتالي:
سافر شابان إلى جزيرة الواق واق..ثم عادا بعد عامين..الأول قال لوالده إن جزيرة الواق واق ساقطةأخلاقيا ومرتع للجنس والمخدرات، أما الثاني فقال لوالده إن.جزيرة الواق واق بلاد طيبة وملاذللصالحين والأتقياء. كلا الشابين كانا صادقين.
فكيف ذلك؟ تفسير تلك القصة على ذمة صديقي "المخلوق الفضائي" أن الشاب الأول تلقفه مجموعةمن الأصدقاء الرعاع الذينيبصقون كثيرا على الأرض لكي يبدون لاهون لا مبالون ولا تهمهم الحياة،يعاقرون الخمر والنساء. فلم ير ذاك الشاب غيرهم لأنهم بالطبع كانوا دوما يعرفونه على شباب منشاكلتهم. أما الثاني فتلقفته مجموعة من الشباب الصالح الذين كانوا يلازمون المساجد ويرون الحياة منخلال منظار متفائل جميل وكل أصدقائهم كذلك طبعا. فخلاصة القصة أن التفكير هو الذي غير وجهةنظرهم تماما بسبب البيئة التي وجدوا فيها أو التي وضعوا أنفسهم فيها. إذن نحن الذين نصنع عالمناالخاص ويشاركنا الآخرون في ذلك إذا سمحنا لهم.
ما الحل إذن؟
الحل هو اقتناء مجموعة من المصافي (فلاتر) للتفكير. ومهمة هذه المصافي أن تنقي تفكيرنا فلا تدعإلا الأفكار الجيدة تدخل إلى صندوق التفكير الجميل. هذا الصندوق مثله مثل أي صندوق له سعةمحددة. يمكنكم اعتباره قرص حاسوب صلب (Hard Disk). قطعا له سعة تنتهي حينما تملأ كلأرجاء القرص بالمعلومات. يختلف الصندوق البشري عن القرص الصلب أن سعة الصندوق البشريلا تملأ بشكل تام، أي أنها تكون قابلة لتلقي مزيدا من الأفكار لكن الغلبة للأفكار ذات الحجم الأكبر.
لذلك يجب أن نصفي أفكارنا من خلال مرورها عبر المصفاة. ولكي نبدأ عملية التصفية يجب أن تمرأفكارنا عبر خمس مصاف. وهي
1. مصفاة القراءة
2. مصفاة الكتابة
3. مصفاة التفكير
4. مصفاة البصر
5. مصفاة السمع
فسأبدأ بأول مصفاة بإذن الله.
ماذا؟ أسمع صوت سيف يقترب مني...من هذا يا شباب؟ يا للهول...إنه شهريار جاء لينبئني إنالوقت يقترب من النهاية...وشهريار لا يمزح للأسف! سوف أتوقف عن الكتابة الآن قبل ان (يمعط)رقبتي ...لكن لا تخافوا..سوف أعود بإذن الله..أقرب مما تتصورون...
وحتى نلتقي ،،،
بقلم المهندس مهيب عبد أبو القمبزمنقول من
http://www.3eesho.com/article.php?article_id=1473
اذا اعجبكم المقال يمكنكم اعادة نشره او ارسال المدونة لاصدقائكم للاستفادة
الى اللقاء قريبا مع مقال جديد
شكرا لكل المتابعين
ارجو ارسال تعليقاتكم دائما
لكل باحث عن عمل اضافى و دخل كبير و مستقبل أفضل و لكل باحث عن حلول لكل مشاكل العمل تابعونا على هذه المدونة و سوف تجدون فيها حلول لكل مشاكلكم المالية و العملية
للغة العربية ادخل على
English Language Log on