الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

كيف تنظف فلتر دماغك ( الجزء الاول )


كنت دائما أفكر..أنظر إلى من حولي..أتعجب من طريقة تفكيرنا نحن البشر..هذا يريد أن يصبحمهندسا وذاك يبكى يريد أن يصبح طبيبا وتلك تحلم أن تشتري ألف كتاب وهذه تدعو ربها أن يرزقهازوجا صالحا..
فكيف يفكر الناس؟ كيف يصبح المجرم مجرما؟ والمشاكس مشاكسا؟ أعتقد أن من اعتاد على قراءةمقالاتي بدأ يشك أنني أحب المجرمين وأحترمهموخاصة بعد قراءة مقال  الأشرار لا يموتون بسهولة!
لماذا لا يصبح كل الناس علماء ذرة أو حشاشين أو أوغاد يقودون السيارات بسرعات جنونيةويقهقهون كالرعاع؟ أو أثرياء؟ أو تجار؟ لماذا يكتفي ذلك بالبكلوريوس وذاك يقتات على حلمالدكتوراة..إلخ...
فكرت كثيرا...حتى بدأت أكتشف أن التفكير هو السبب في ذلك..معتقداتنا هي السبب في ذلككنت قدتحدثت قبل أسبوع في مقالة (غير أفكارك قبل أن تغيركعن المعتقدات وكيف تتكون بشكل مختصر.أما اليوم فسوف أسهب في هذا الموضوع بإذن الله بعدما وصلتني الكثير من الرسائل البريدية من قراءأعزاء بذلت مجهودا إغريقيا لكي أتمكن من الرد على ذلك الكم الهائل من رسائلهم (بالمناسبة..كيفيبدو المجهود الإغريقي!)
إن المخ عبارة عن صندوق جميل من الأفكار نحمله فوق رؤوسنا مثل البطحة التي يهددنا دوما بهاالآخرونوهذا المخ منحنا إياه الله سبحانه وتعالى أمانة ويجب أن نحافظ عليها..فكيف نحافظ عليها؟هذا هو مقال اليومتخيلوا أن كل ما سبق كان مقدمة!
هل تجلسون القرفصاء مثلي حول الأريكة الوثيرة؟ لنبدأ الحكاية؟

إن المحافظة على صندوق الأفكار يحتاج إلى شراء مصفاة (فلترللأفكار، للأسف توقفت عن بيع تلك(الفلاترمنذ زمن..ربما أعاود بيعها لاحقالذلك سوف نتعلم معا كيف نصنع مصفاة حقيقية بأيدينا.
نحن خلاصة ما نفكر به..قالها الحكيم بوذاأي أن كل ما نفكر به يتحول إلى معتقدات تجعلنا إما لطفاءأو أوغاد أو رومانسيين أو بلهاء أو جادين أو صارمين أو منغلقين .. أو سم ما شئت منالصفات..ناهيك طبعا عن الصفات المتوارثةوأضاف العمدة أرسطو إلى ذلك، أننا ليس إلا نتاج مانقوم به مرارا وتكرارا وأن التميز ليس فعلا، بل عادةهذا يعني أن الفعل المتكرر يورث عادة والعادةتورث فكرا، والفكر يورث نهجا وهكذا نحن نصبح على نحن عليه نتيجة لتلك الأفعال والأفكار.
كيف يحدث ذلك؟
تخيل لو أنفقت عمرك كله تقرأ كل يوم عن أخبار الجرائم في العالم فكيف ستعيش؟ إذا عشت، سوفترى كل شيء جريمة، كل الناس مجرمون (لا للرعب يبدو أني أقدرهم فعلا!). سوف تصدق كلشيء حتى لو قالوا أن درا كولا الآن ينهض من تابوته الموجود في بيتك فسوف تهرول إلى البيت لكيتعيده مرة أخرىلماذا؟ لأنك صدقت أنه يمكن أن يكون هناك..هذا نتاج أفكاركولن أصاب بالدهشةإذا علمت أنك بعد ذلك أصبحت ضابط شرطة أو محام أو ..مجرما!
قبل أكثر من عقد من الزمن، قال لي "مخلوق فضائيمقدما لي نصيحة قبل سفري للدراسة، وهيكالتالي:
سافر شابان إلى جزيرة الواق واق..ثم عادا بعد عامين..الأول قال لوالده إن جزيرة الواق واق ساقطةأخلاقيا ومرتع للجنس والمخدرات، أما الثاني فقال لوالده إن.جزيرة الواق واق بلاد طيبة وملاذللصالحين والأتقياءكلا الشابين كانا صادقين.
فكيف ذلك؟ تفسير تلك القصة على ذمة صديقي "المخلوق الفضائيأن الشاب الأول تلقفه مجموعةمن الأصدقاء الرعاع الذينيبصقون كثيرا على الأرض لكي يبدون لاهون لا مبالون ولا تهمهم الحياة،يعاقرون الخمر والنساءفلم ير ذاك الشاب غيرهم لأنهم بالطبع كانوا دوما يعرفونه على شباب منشاكلتهمأما الثاني فتلقفته مجموعة من الشباب الصالح الذين كانوا يلازمون المساجد ويرون الحياة منخلال منظار متفائل جميل وكل أصدقائهم كذلك طبعافخلاصة القصة أن التفكير هو الذي غير وجهةنظرهم تماما بسبب البيئة التي وجدوا فيها أو التي وضعوا أنفسهم فيهاإذن نحن الذين نصنع عالمناالخاص ويشاركنا الآخرون في ذلك إذا سمحنا لهم.
ما الحل إذن؟
الحل هو اقتناء مجموعة من المصافي (فلاترللتفكيرومهمة هذه المصافي أن تنقي تفكيرنا فلا تدعإلا الأفكار الجيدة تدخل إلى صندوق التفكير الجميلهذا الصندوق مثله مثل أي صندوق له سعةمحددةيمكنكم اعتباره قرص حاسوب صلب (Hard Disk). قطعا له سعة تنتهي حينما تملأ كلأرجاء القرص بالمعلوماتيختلف الصندوق البشري عن القرص الصلب أن سعة الصندوق البشريلا تملأ بشكل تام، أي أنها تكون قابلة لتلقي مزيدا من الأفكار لكن الغلبة للأفكار ذات الحجم الأكبر.
لذلك يجب أن نصفي أفكارنا من خلال مرورها عبر المصفاةولكي نبدأ عملية التصفية يجب أن تمرأفكارنا عبر خمس مصافوهي
1.     مصفاة القراءة
2.     مصفاة الكتابة
3.     مصفاة التفكير
4.     مصفاة البصر
5.     مصفاة السمع

فسأبدأ بأول مصفاة بإذن الله.
ماذا؟ أسمع صوت سيف يقترب مني...من هذا يا شباب؟ يا للهول...إنه شهريار جاء لينبئني إنالوقت يقترب من النهاية...وشهريار لا يمزح للأسفسوف أتوقف عن الكتابة الآن قبل ان (يمعط)رقبتي ...لكن لا تخافوا..سوف أعود بإذن الله..أقرب مما تتصورون...
وحتى نلتقي ،،،
بقلم المهندس مهيب عبد أبو القمبز
منقول من 
http://www.3eesho.com/article.php?article_id=1473



اذا اعجبكم المقال يمكنكم اعادة نشره او ارسال المدونة لاصدقائكم للاستفادة 

الى اللقاء قريبا مع مقال جديد 

شكرا لكل المتابعين

ارجو ارسال تعليقاتكم دائما





لكل باحث عن عمل اضافى و دخل كبير و مستقبل أفضل و لكل باحث عن حلول لكل مشاكل العمل تابعونا على هذه المدونة و سوف تجدون فيها حلول لكل مشاكلكم المالية و العملية

للغة العربية ادخل على

English Language Log on